'' فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما...'' بقلمي ''

السـلام عليـكم ورحمـة الله وبركاتـه

بسـم الله الرحمـن الرحيـم

نبـدأ على بركـة الله

...


بدأ يصرخ على والديه الذين ربيانه صغيرا، فقد كان يريد شيئا بعيد المنال، لكنه الآن بلغ سن الرشد ،وهاهو يسمعهما كلاما سيئا للغاية ،خرج وهو يضرب باب المنزل ومع ذلك خرجت أمه وهي تنادي، تعال يامعاد...تعال...إلى أين أنت ذاهب وبعدها يأتي صوت الأب أيضا، ومع ذلك أكمل طريقه، كأنه لم يسمع شيئا، وجعلهما يتألمان وفي طريقه وجد شخصا يقبل رأس أمه فتذكر والدته فأخرج دمعة من عينه اليمنى وبعدها مباشرة وجد صبيا يساعد والده في حمل بعض الأشياء فأخرج دمعة أخرى لكن هذه المرة من العين اليسرى أكمل طريقه ،وهو نادم على ما فعل، فكر في أن يعود الى المنزل لكنه رفض، لأنه أخرج الكثير من الكلام وهو يخجل من ذلك فتابع سيره وعينيه تنظر الى الأسفل فقط،

بعد نصف ساعة من المشي بدأت الأمطار تتساقط فلم يفعل شيئا سوى أن يكمل، في ذلك الوقت الكل في منزله، هناك من يتكلم مع والديه وهناك من يناقش معهم في شيئ ما، أما هو فقد كان وحده في الخارج نادما على فعل، بعدها ذهب الى مكان مكشوف فجلس هناك والأمطار تتساقط عليه وهو جالس هناك لا يتحرك من مكانه، وهو يفكر في كل كلمة قالها لوالديه كأنه يعاقب نفسه على ما فعل، الأمطار تهطل وهو يتبلل وفي نفس الوقت يتألم، أخيرا توقفت الأمطار ومع ذلك بقي في مكانه كأنه جماد، بعد مرورالوقت بدأ الجميع بالخروج من منازلهم، فتجمع حول معاد حشد كبير من الناس لا يعرفون ماذا أصابه هل مات ام ماذا... الكل يتسائل الجميع يكلمه لكنه لا يجيب أبدا، بعد ذلك وقف على قدميه وهو يبستم ابتسامة جعلت الجميع متفائل ،وهو يمر من أمامهم من دون أن ينطق بكلمة واحدة فعاد الى منزله، فوجد والديه ينتظرانه أمام المنزل وهما مبللان أيضا، فاعتذر إليهم ووهو يبكي بكاءا شديدا بعدما كان يبستم قبل قليل، فقبل رأسيهما معا فجعلهما سعيدان فخوران به فسامحاه رغم الأشياء التي فعلها فعاد الجميع الى الذاخل متناسين ما حدث .

قال الله تعالى: (( وقضى ربك ألا تعبدو إلا إياه وبالوالدين إحسانا إما يبلغن عندك الكبر احدهما او كلاهما فلا تقل لهما اف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما*
منقول